فارسي
اى هيعجبك
قال عامر وهو يتفحص بلال بس بمناسبة ايه ده
قال بلال بهدوء وعينين يشعان صدقا بمناسبة انى أتعرفت على راجل طيب زيك يا عم عامر وبعدين الرسول عليه الصلاة والسلام قال تهادوا تحابوا ..وانا نفسى تحبنى زى فارس
كده
أبتسم عامر وهو يتناول زجاجة المسک من بلال قائلا متشكر يابنى ربنا يحميك لشبابك ...هديتك مقبوله....
طرق فارس باب شقته ففتحت والدته وهى تقول بتخبط ليه ما أنت معاك مفتاح يا فارس
فارس معايا واحد صاحبى يا ماما
وضعت والدته حجابها على شعرها وهى تقول ببساطه أهلا وسهلا يابنى أتفضل
تنحنح بلال وهو غاضا لبصره قائلا أهلا بيكى يا حاجه معلش أزعجناكى
أخذه فارس الى غرفته وأغلق الباب خلفه وجلس أمامه مبتسما وهو يقول والله زمان يا بلال ...ها أحكيلى بقى
تنهد بلال وقالأحكيلك ايه بس ربنا ما يكتبها عليك ولا على حد أبدا ..سيبك مني أحكيلى أنت وصلت لحد فين فى الدنيا
بدت علامات التوتر على فارس وكأنه يبحث عن بدايه مناسبه لحديثه ويختارها بعنايه وبدأ يقص على بلال ما يشعر به قائلا مش عارف يا بلال من ساعة ما أتخرجت لحد دلوقتى فى حلمين مش متأكد انهم هيتحققوا ..النيابه ودنيا
رفع بلال حاجبيه بأهتمام قالا طب النيابه وعرفناها ..مين دنيا
أبتسم بلال وهو يقول طب ومحرج كده ليه انت فاكرنى هقولك الحب حرام يعنى
زاد حرج فارس وخجله من صديقه وهو يقول لا أصل أنا مش بحبها من بعيد لبعيد يعنى ..انا ..أنا بقابلها وبنخرج سوا ثم بدأ فى الدفاع عنه نفسه بسرعه قائلا بس والله انا قابلت والدتها ووعدتها أنى هتقدملها بعد التخرج لولا دنيا هى اللى رفضت وقالت نأجل الحكايه لبعد النيابه
أطرق بلال لحظات ثم رفع راسه بهدوء وقال كمان هى اللى رفضت وطلبت التأجيل
نظر له فارس بصمت ولم يتكلم فتابع بلال حديثه و أنت فاكر لما تخطبها هتبقى خلاص تحللك يا فارس
دلك بلال لحيته وهو يتفحص علامات التوتر على وجه فارس ثم قال بهدوء التوتر اللى على وشك ده حاجه كويسه..ده دليل على أن متأكد انك بتعمل حاجه غلط..فارس يا حبيبى لو بتحبها سيبها
رفع فارس رأسه اليه باستنكار قائلا أسيبها ازاى ..انا بحبها يا بلال وناوى على الجواز مش بلعب بيها ولا بعمل حاجه غلط معاها
بلال وهو أنت بتعمل معاها ايه صح يا فارس
فارس مش فاهمك
نهض بلال واقفا وجلس بجوار فارس وقال بجديه أنت بتقابلها يا فارس مش كده
فارس أيوا
قال فارس بارتباكايوا ببصلها
بلالطب أذا كان ربنا سبحانه وتعالى قال قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم يبقى أنت كده بتعمل حاجه غلط ولا لاء
أطرق فارس برأسه وقال بخفوت ايوا غلط
أستطرد بلال حديثه قائلا هسألك سؤال كمان...طبعا بتمسك ايدها
فارس ايوا
بلال
مع انك يا فارس اكيد سمعت حديث النبى عليه الصلاة والسلام لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له يعنى النظره حرام واللمسه حرام فاضل ايه تانى يا فارس
وأكيد طبعا وأنتوا بتحكوا مع بعض ممكن تضحكوا وأكيد ضحكتها بتحرك مشاعرك ........وممكن وهى بتكلمك وبتحكى معاك ممكن تقول كلمه بصوت ناعم شويه ...... ليه يابنى تحط نفسك فى الفتن دى كلها وتشق على نفسك بالشكل ده ده الرسول عليه الصلاة والسلام قال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
أنت بقى بتحط نفسك فى الفتنه بأيدك يا فارس وترجع تقول انا مبعملش معاها حاجه غلط طب ازاى
أطرق فارس وقد شعر بكل كلمه قالها بلال ورغم صعوبتها الا إنها وضعته على بداية الطريق الصحيح فقال معاك حق يا بلال ..لكن
قاطعه بلال لكن بتحبها ومش عارف تعمل ايه
أومأ فارس برأسه موافقا وقال بالظبط كده اعمل ايه
أبتسم بلال وهو يربط على يده قائلا كلمها بصراحه وقولها انك مش هتخلف وعدك معاها لكن فى نفس الوقت مش هينفع تغضب ربنا بالحب ده
فارس والحل
بلال الحل أنها تبقى زميلتك فى المكتب وبس لحد ما ربنا يكرمك وتتقدملها وتعقد عليها وتبقى مراتك
وأشار له محذرا وانا بكررها تانى يا فارس وتعقد عليها ..يعنى تكتب كتابك عليها مش تروح تلبسها دبله وتقول خطيبتى بقى أخرج و اعمل اللى كنت بعمله لا يا فارس الخطوبه دى كأنها لسه غريبه بالظبط
أومأ فارس برأسه فى سكون وصمت وهو يستعر المعان الايمانيه التى دخلت قلبه لتوها ولم تغادره وسمع بلال يقول له مرة أخرى سيبها مؤقتا وعرفها انت هتسيبها لامتى وهتسيبها ليه ..سيبها علشان يكرمك بيها فى الحلال يا فارس بدل ما ربنا يغضب عليكم ويحرمكم من بعض طول العمر..ده
لو كنت بتحبها فعلا..
تخيل يا فارس لو ماټت وهى قاعده جنبك بتغضب ربنا هتروح تقول لربنا ايه ولو انت مت وانت قاعد جنبها وماسك ايدها هتروح تقول لربنا ايه هتقوله كنت بتغضبه ليه وعشان ايه
هو حد ضامن عمره هيخلص أمتى يا فارس
دخل فارس
المكتب بعد صلاة المغرب وألقى التحيه على الجميع ثم توجه الى حجرة مكتبه هو وزملائه وجد دنيا ونورا يتحدثان ويتعرفان الى بعضهما البعض وسمع دنيا تسأل نورا عن باسم قائله وأستاذ باسم متجوز من زمان ولا لسه قريب ...
نورا لا من زمان وعنده ولد وبنت
بمجرد أن رأته نورا نهضت واقفه بأبتسامه قائله حمدلله على السلامه ازيك يا استاذ فارس
حاول فارس ان يتجنب النظر اليها هى ودنيا وهو يقول بود وأحترام الله يسلمك يا استاذه حمد لله على السلامه
نورا الله يسلمك
أقتربت دنيا خطوات منه قائله ايه مفيش أزيك يا دنيا ولا ايه
وضع عينيه فى الاوراق وهو يقول ازيك يا أستاذه دنيا
أتكأت على المكتب وهى تقول بخفوت انت عارف انى مبقدرش على زعلك انا اسفه يا سيدى فكها بقى
هز راسه نفيا وهو يقول مش زعلان من حاجه وياريت نأجل الكلام ده لبعدين
قالت بدلال تبقى لسه زعلان
وضع القلم على الاوراق بعصبيه وحاول خفض صوته وهو يقول دنيا من فضلك أجلى اى كلام دلوقتى واحنا مروحين هنتكلم زى ما انتى عاوزه لانى عاوزك فى موضوع مهم جدا ..محتاج أتكلم معاكى فيه ضرورى
خرج باسم من حجرته وهو يقول لدنيا من فضلك يا استاذه دنيا عاوزك شويه ودخل حجرته مرة أخرى وهو يقلب عدة ملفات بين يديه
نهض فارس واقفا پحده وقال لها لما تدخلى متقفليش الباب وراكى
تركتهم دنيا ودخلت حجرة مكتب باسم وتركت الباب كما أمرها فارس فنظرت نورا اليه قائله مالك يا استاذ فارس فى حاجه مضايقاك قلقان من حاجه
هز راسه نفيا وهو يقول ابدا يا أستاذه مفيش حاجه دنيا خطيبتى وانا محبش يتقفل عليها باب أوضه مع اى حد حتى مع الدكتور حمدى نفسه
ابتسمت قائله هى برضه لسه كانت بتحكيلى عنك وعن غيرتك عليها .. ربنا يتتملكم على خير يارب
أخذ فارس يقلب الصفحات فى شرود تام لا يدرى من اين يبدأ معها...... وكيف سيكون وقع كلماته عليها ......وهل ستتقبل هذا الامر بسهوله أم ستظن انه يتملص من زواجه منها بهذا القرار المفاجىء.......
وكيف سيستمر يراها ويتعامل معها وهى زميلته فقط .......وكيف سيستطيع كتم مشاعره تجاهها ......وهل سيقدر على ذلك كله ....هل ستكون تلك المشاعر مثل الامواج الثائرة التى تتحطم عند ارتطامها بصخرة الحلال والحرام .....هل سيستطيع الصبر عليها وكبح جماحها ام ستتفلت منه ومن بين اصابعه دون ان يدرى لتندفع الى منسوبها الاول كما كانت بل واقوى.......
كانت كل تلك التساؤلات تموج بها راسه پعنف ويخفق قلبه لها بقوة ولم تتركه الا وعينيه كانت تنطق بالحيره فى وجوم تام تنتظر ما سيحدث ولا تملك غير ذلك وفقط..أيها الانتظار لو كنت رجلا لقتلتك.
.
الفصل الرابع
أشار باسم إلى دنيا بالجلوس فى المقعد المقابل له دون أن ينظر إليها وهو يتأمل الورقة فى يده ثم مد يده بها إلى دنيا وهو مازال ينظر للورقة ويقول باهتمام
عاوزك تقرأى المذكرة دى كويس وتكتبيلى ملحوظاتك عليها
مدت يدها لتمسك بها وهى تقول
أيوا بس أنا لسه ..
بترت عبارتها عندما شعرت بيده وهى تتلمس أصابعها من أسفل الورقة وهو يبتسم لها بهدوء وكأنه شىء عادى تلعثمت حروفها وجذبت يدها فى ارتباك ولم تتكلم ألتفتت إليه فوجدته يتفحصها ويتأمل ردود أفعالها الصامتة على محاولته التى كانت عينة اختبار لها ليس إلا والنتيجة كانت مشجعة فنهض واقفا ودار حول مكتبه وتلمس ظهر مقعدها وهو يقول
معلش كل حاجة فى الأول صعبة.. بكره تتعلمى
شعرت بأصابعه تتلمس ظهرها وكتفها فنهضت فى ارتباك وقد احمرت وجنتيها أستدرك قائلا
هو الأستاذ فارس خطيبك فعلا زى ما سمعت .. مش شايفك يعنى لابسه دبلة
تنحنحت وقد زاد توترها وهى تقول
أيوا أحنا مخطوبين بس لسه ملبسناش دبل
رفع حاجبيه فى تصنع وقال بسخرية
مممم يعنى لسه مش رسمى
ثم أردف بمكر
يا شيخة سيبك .. جواز أيه وبتاع أيه
رفعت رأسها إليه وقالت
ليه بقى هو حضرتك مش متجوز برضة وعندك أولاد
أتسعت ابتسامته وكاد أن يضحك وهو يقول
أيه ده وكمان متابعة أخبارى
قالت على الفور
أنا عرفت صدفة
ثم تناولت الأوراق وهى تقول
طيب حضرتك انا هقرأها وهحاول افهم الموضوع
سحبها منها ببطء وهو ينظر لعينيها بجرأة قائلا
لا خلاص خليها بعدين
زاغ بصرها وقالت وهى تتجه نحو الباب
طب عن أذن حضرتك
شعرت بنظراته تخترق ظهرها وهى تدلف للخارج فهى مثلها مثل كل أنثى تستطيع أن تشعر بنظرات الرجل وتلميحاته والأمر يعود إليها إما تصده بقوة وإما أن تعطيه الضوء الأخضر ! .
أما هو فقد علم طبيعة الفتاة التى أعجب بجمالها هى مرتبطة عاطفيا ورغم ذلك لا تريد أن ترسم حدودا قوية لا يتعداها الرجال معها