اليتيمة
حاولت جاهدة جعله يترك الكرسي المتحرك، فمنذ فقدانه لبصره وأصبح ملازما لذلك الكرسي، لم يتقبل حقيقة كونه أعمى فلم يستخدم عصا لتساعده أثناء سيره، ولم يتعلم لغة الأكفاء؛ استخدمت هذه الفتاة الذكية الكثير من الحيل حتى جعلته يسير على قدميه من جديد والتي بدت كأنها عاجزة، اهتمت كثيرا بكل شئونه.
وذات يوم جاء ليخبرها بإلزامية حضورها لحفل زفاف معه، لقد كان حفل زفاف الفتاة التي لطالما أحبها ولم يحب غيرها؛ حاولت الفتاة خلق الكثير من الأعذار ولكنها لم تفلح في ذلك؛ في النهاية استعدت وتهيأت للذهاب معه، انتظرها طويلا وأخيرا قدمت بثوب قد تمز-ق إثر سقوطها على الأرض…
صاحب العمل: “ماذا ترتدين؟!، هل ارتديتِ ملابس الفقراء الخاصة بكم؟”
الفتاة ترددت في الإجابة كثيرا ولكنها ظهر على ملامحها الضيق وال-بؤس من شخصيته التي لا تتغير مطلقا: “لا يا سيدي”.
وأثناء حفل الزفاف بعدما أتم العروسان مراسم الزواج لمحت العروس حبيبها السابق ومعه فتاة جميلة، ساقها الفضول تجاهه لتسأله عن حاله وبالأخص عن الفتاة التي معه…
العروس: “لم أتوقع منك تلبية دعوة زفافي، أما زلت تلومني على فعلتي؟!”
صاحب العمل: “لا ألومكِ بل بالعكس كليا أريد أن أشكركِ فلولا ترككِ لي لما وجدت في طريقي حب حياتي الصادق”.
العروس التفتت إلى الفتاة الجميلة: “سررت بلقائكِ”، وأرادت أن تسلم عليها بيدها لكنه لم يترك يدها من الأساس.
تضايقت العروس كثيرا ڼدما على ما تركته يوما فعبرت عن غضبها بإساءته وإساءة الفتاة التي معه…
العروس اقتربت منه كثيرا وهمست في أذنه: “معكَ حق فلو كان بإمكانك الرؤية لرأيت ملابسها الممژقة، أتقنعني بأنها حب حياتك الصادق أم إن ذوقك تدنى من يوم تركتك فأصبحت ترضى بكل وأي شيء، لن أصدقكَ مطلقا” وانصرفت.