اليتيمة
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
باللحظة التي ولدت فيها فارقت والدتها الحياة، فتزوج والدها من امرأة أخرى لتحمل عنه أعباء تربية المولودة الصغيرة، من أول لحظة لم تعاملها برفق ولين، بل عاملتها بكل ق-سوة وكانت خبيرة للغاية بكل أمور الادعاء والتصنع بمحبتها أمام والدها، وكانت لديها خططا محكمة، فلم تكن على قدر كافي من طيبة القلب وصفاء النية، وبعد شهر واحد من زواجها حملت منه، وبعد اكتمال حملها وضعت ابنة، ومن لحظة ولادتها لم تخفي معاملتها السيئة للطفلة اليتيمة.
تحسر الوالد وفقد حياته من شدة الحزن على ما آل إليه حاله، عمدت زوجة الأب إلى إخراج ابنة زوجها من المدرسة وجعلتها تعمل بالمدرسة التي كانت تدرس بها من أجل چني المال التي تتعايش منه هي وابنتها؛ كانت الطفلة تعشق دراستها مما جعلها تتوسل إلى مديرة مدرستها للدراسة أثناء عملها وإخفاء ذلك الأمر عن زوجة أبيها، اجتهدت كثيرا واستطاعت التوفيق بين دراستها
وعملها بالمدرسة على الرغم من صغر سنها، واستطاعت أن تحقق النجاح بالرغم من كل العقبات التي واجهتها بعكس أختها التي رسبت عاما تلو الآخر.
كانت زوجة الأب تدلل ابنتها كثيرا على حساب ابنة زوجها الراحل، تفرق بينهما في كل شيء،
على الرغم من أن التي تجني المال وتقوم بالإنفاق على الأسرة هي ابنة الزوج الراحل والتي كانت لا تجد حصة طعام تكفيها حتى، بالكاد تنام ساعات معدودات حتى تتمكن من مواكبة تحديات كل يوم جديد من أيام عمرها.
وبيوم من الأيام قرأت زوجة أبيها إعلانا عن وظيفة لمساعدة رجل من أثرى الأثرياء ولكنه ذو طباع حاد ومزاج متقلب، فقدمت فيه باسم ابنة زوجها نظرا للعائد المادي من هذه الوظيفة، اصطحبت زوجة الأب الفتاة إلى الشركة، ودار حديث بينهما في المصعد…
زوجة الأب وتمسك بيدها قلما محمرا للشفاه: “ضعي القليل منه حتى يقبلكِ المدير في الوظيفة، إنكِ إن عملتِ معه سيمحنك الكثير من الخبرة التي لن تتمكني الحصول عليها حتى وإن عملتِ في مؤسسات كبيرة”.
الفتاة وهي تزيل ما قامت بوضعه زوجة أبيها: “وما الحاجة من ذلك وهو في الأساس أعمى، فكيف سيتمكن من رؤية شكلي أو مظهري؟!”.
زوجة أبيها: “احمدي الله أنه لن يرى شكلكِ ولا مظهركِ هذا، وإلا كان لن يعجب بكِ ولن يقبلكِ خادمة في منزله حتى”.
خرجتا من المصعد وكان بالمصعد مدير الشركة ورجاله المقربون منه، وكان قد سمع كل كلمة دارت بينهما.
المدير هو شاب في الثلاثينات من عمره، بالرغم من فقده لعينيه إلا أنه ما يزال متربعا على قمة